وسط الكم الهائل من الدمار والخراب الذي ÙŠØيط بسوريا من كل جانب، ووسط الصوامع والبÙيع المØطمة، كان سؤال الثقاÙØ© ولا يزال Øيًا، هل هي إلى اندثار شأنها شأن كل ما تم تدميره ÙÙŠ سوريا من آثار وتراث Øضاري وإنساني ÙˆØتى شخوص؟ أم أنها تØاول المواجهة والصمود أمام من ÙŠØاولون تدميرها؟ وكي٠يمكن توصي٠المشهد الثقاÙÙŠ ÙÙŠ سوريا ÙÙŠ الوقت الراهن؟
على مدى أكثر من أربعة أعوام هي عمر الثورة السورية، شاهد Ùيها الشعب السوري من الدمار والخراب ما يكÙيه،كانت Ùيه الوضع السياسي ÙÙŠ سوريا بمثابة "العود الأعوج"ØŒ وعلى الجانب الآخر Øاولت الثقاÙØ© ÙÙŠ سوريا أن تستقيم وتستمر، أن تتمسك بأمل البقاء والازدهار وسط الØÙطام.
ولم يكن المثقÙون بقاطنين لأبراج عاجية، Ùبعض منهم طال القتل والتدمير بيوته وأهله Ùهاجر مضطرًا وهو ينعي غيابه عن وطنه، ويتØمل عبء الاغتراب الذي لم يكن أمامه ØÙ„ سواها، وآخرون آثروا البقاء وسط الخراب ليكونوا جزءًا منهم وليسطروا بأقلامهم كل Ù„Øظة يعايشونها أو يكونون Ùيها على وشك الموت.
ÙˆÙÙŠ غمار الأØاديث اليومية، والخلاÙات والصراعات السياسية والطائÙية وشتى أشكال الانقسامات ÙÙŠ سوريا، يكون سؤال الثقاÙØ© صعبًا ÙÙŠ ظل انصرا٠الكثيرين عن مناقشته ومتابعته Ù„Øساب متابعة صراعات سياسية أودت بØياة الشعب السوري وشتت Ø£Ùراده، وخسر Ùيها أطرا٠عدة، وكان الموت هو Ø§Ù„Ø±Ø§Ø¨Ø Ø§Ù„Ø£ÙƒØ¨Ø±.
كثرة الإصدارات
الكاتب السوري باسم سليمان، الذي صدرت له مؤخرًا رواية بعنوان "نوكيا"ØŒ يرى أن النشاط الثقاÙÙŠ ÙÙŠ سوريا مازال قائمًا، Øيث لم تتوق٠المسرØيات والأÙلام وإصدارات الكتب والأمسيات الثقاÙية والملتقيات ثقاÙية ØŒ وأنه على الرغم من كل هذا الدمار الذي ØÙ„ بسوريا لازالت هناك مسرØيات تعرض وكتب تصدر ودور نشر تعمل.
الكاتب السوري عبد الله مكسور، صاØب روايتي "أيام ÙÙŠ بابا عمرو"ØŒ Ùˆ"عائد إلى Øلب" يتبنى الرأي ذاته، إذ يؤكد أن الإصدارات الإبداعية للكتاب السوريين طوال الÙترة الماضية كثيرة جدًا، Ùضلًا عن كثرة المجلات والصØ٠والمواقع الالكترونية.
وينوه مكسور إلى أن الأزمة ÙÙŠ سوريا تكمن ÙÙŠ تسويق المنتج الثقاÙÙŠ وإيجاد سوق Øقيقي للمطبوعات، يساهم بشكل أو بآخر ÙÙŠ إيجاد Øالة ثقاÙية Øقيقية تساعد المجتمعات على النهوض.
ÙÙŠ السنوات الأخيرة كثرت الإصدارات الروائية لأدباء سوريين، وكان على رأسها رواية " لا سكاكين ÙÙŠ مطابخ هذه المدينة" للروائي خالد خليÙØ©ØŒ والتي وصلت إلى القائمة القصيرة للروايات المرشØØ© لنيل جائزة البوكر لعام 2014ØŒ ورواية "تقاطع نيران" للروائية سمر يزبك، Ùˆ"من لايعر٠سيمون" للروائي عمر مقدور ØŒ Ùˆ" طبول الØرب" للكاتبة مها Øسن، بالإضاÙØ© إلى كتابات أدب السجون على رأسها كتاب "خيانات اللغة والصمت – تغريبتي ÙÙŠ سجون المخابرات السوريّة" للشاعر Ùرج بيرقدار .
ومن جهة أخرى، لم تتوق٠العروض المسرØية، وعروض الأÙلام والمسلسلات ÙÙŠ سوريا، كما تأسست العديد من الروابط المعنية بالثقاÙØ© والÙكر، على رأسها رابطة الكتاب السوريين والرابطة السورية للثقاÙØ© الجديدة، وغيرها.
Ø¥Øصاء الخيبات
أما الروائية السورية ابتسام تريسي، صاØبة رواية "مدن اليمام"ØŒ Ùتشير إلى أن الروائيين السوريين قدموا أعمالًا كثيرة خلال الأعوام الماضية Øول الثورة، منها رواية خالد خليÙØ© "لا سكاكين ÙÙŠ مطابخ هذه المدينة"ØŒ وأيضا روايات سمر يزبك، ومها Øسن، ÙˆÙخرالدين Ùياض وآخرين، ما يدل على مواكبة المثقÙين للØدث السوري رغم صعوبته.
وتشدد تريسي على أن الكتاب السوريين المنشقين عن الاتØاد، والمجاهرين بمعارضتهم لنظام الØكم، قادرون بإمكانياتهم البسيطة على مواجهة الوضع المأساوي للثقاÙØ© السورية. كما أن رابطة الكتاب، أنشأت مجلة "أوراق" بإمكانيات مادية بسيطة جدًا، وتبØØ« عن داعمين. وأيضا قامت بتخصيص جائزة للرواية، دعمها رجل الأعمال السوري ÙŠØيى القضماني.
وتلÙت إلى أن المثق٠السوري لا يملك وسط هذا الدمار Øلًا لإيقا٠العنÙØŒ وإنما يقتصر دوره على التوثيق والتØليل، وإØصاء الخيبات والخسارات.. وربّما Ùيما بعد يكون له دورًا رأب الصدع الاجتماعي، الذي خلّÙته الØرب.
مؤسسات ثقاÙية مترهلة
الكاتب السوري منا٠زيتون، صاØب رواية "قليل من الموت"ØŒ يؤكد أن الثقاÙØ© ÙÙŠ سوريا سيئة جدًا من Øيث النوع على الرغم من كثرة الانتاجات والعروض الثقاÙية، كما أن الØركة الثقاÙية السورية ÙÙŠ الخارج لا تبدو Ø£Ùضل بكثير مما عليه ÙÙŠ الداخل، لاÙتًا إلى أن الجانب المطمئن الوØيد ÙÙŠ هذا الصدد هو اتساع دوائر القراءة لدى السوريين وإقبالهم عليها.
أما القاص السوري مصطÙÙ‰ تاج الدين الموسى Ùيشدد على أنه لا يمكن الØكم على ثقاÙØ© أيّ بلد ÙÙŠ العالم من خلال النظر إلى نتاجاته الأدبية خلال تلك السنوات، Ùالأمر ÙŠØتاج إلى Ùترات زمنية طويلة، لاÙتًا إلى أنه على الرغم من بروز أسماء عدة استطاعت أن تقارب الواقع السوري ÙÙŠ أعمالها إلا أنه ÙÙŠ المجمل الوضع الثقاÙÙŠ الراهن ÙÙŠ سوريا لا يدعو إلى التÙاؤل، نظرًا لخضوعه لمؤسسات ثقاÙية مترهلة.
ويشير إلى أن ما كتب Øول الØرب ÙÙŠ سوريا ما زال قليلا، وخصوصا أن الكثير من الكتاب يعيشون إلى الآن ÙÙŠ مناطق يسيطر عليها النظام، ومن استطاع الخروج، لم يتأقلم بعد مع الواقع الجديد، الأعمال الأدبية العالمية المهمة التي تناولت الØروب، أغلبها كتب بعد انتهائها.
أما الكاتبة دينا نسريني، صاØبة رواية "أمل"ØŒ Ùترى أن الوضع الثقاÙÙŠ السوري جيد ÙÙŠ ظل الاهتمام باللغة العربية الÙصØى، ووجود العديد من المعار٠ÙÙŠ المناهج التعليمية، ولكن Ùيما يتعلق بالÙÙ† والمنظومة الÙكرية Ùهي تدار كما كل شيء ÙÙŠ سوريا تØت رقابة سياسية شديدة وق٠شروط٠سنّها أناس عير مهتمون أساسًا بالثقاÙØ©.
*بالتعاون بين مؤسسة أنا برس وصØÙŠÙØ© العرب اللندنية. 2014